ثقافة دار الثقافة حفوز بين مطرقة عبث التكفريين وسندان طمس المبدعين
تضمّ معتمدية حفوز التابعة لولاية القيروان أكثر من 56 ألف ساكن وتقع في منطقة استراتيجيّة كنقطة عبور تربط مدن الشمال الغربي بالوسط والجنوب والساحل وتحتوي دار ثقافة تم إحداثها للإشراف على الأنشطة الثقافيّة وصقل واحتواء المبدعين والمثقفين.
تعرضت دار الثقافة بحفوز والتي تعتبر المتنفس الوحيد بالجهة في جانفي 2015 إلى هجوم إرهابي نفذته مجموعة من المتشددين التكفيريين عاثوا فسادا بأجنحة المركب وقاموا بإحراق مكتب المدير والقاعة الكبرى التي تضم مختلف التجهيزات التقنية والفنية واللوجيستية والتي بدورها لم تسلم وتعرضت للحرق والاتلاف كما تبينه الصور التي تحصل موقع الجمهورية عليها.
المؤسّسة الثقافية ظلت منذ ذلك الوقت وحتى اللحظة بعد مرور أكثر من سنة على الحادثة ظلت شاهدة تصور حجم الدمار وشدة ما يحتويه هؤلاء التكفيريين من غل تجاه قطاع كان الأداة الأساسية لمنع ضخ سموم أفكارهم الإرهابيّة في عقول شباب الجهة.
وجّهت مديرة دار الثقافة السيدة فاتن العجيمي عدّة مراسلات للمندوبية الجهوية للثقافة بالقيروان والتي ردت بأنّه تمّ تخصيص مبلغ مالي كبير لإعادة ترميمها ولكن ما صرّحت به بقي حبرا على ورق، كما وجّه عدد كبير من المبدعين والمثقفين بمعيّة العاملين بالمؤسسة في أكثر من مرة وبوسائل مختلفة نداءات للسلطات المحليّة ثم الجهويّة فسلطة الإشراف ولا حياة لمن تنادي.
أطلق بسام الزعيري أحد مثقفي وإعلاميي الجهة حملة خلال هذا الاسبوع طالب فيها بلفتة نظر لدار الثقافة التي كان من الأصلح الاهتمام بها مباشرة حتى تكون أقوى رسالة لهؤلاء تؤكد أنّ حفوز تبقى عصيّة على الإرهاب باعتبارها رمز الإبداع والعمل والإنتاج.
وأكّد محمد الزعيري لـموقع الجمهورية أنّه لم يشاهد طيلة خمسين سنة مضت تغافلا ممنهجًا كما عاينه منذ حدوث الهجوم الإرهابي مبرزا أنّه لو توفرت له إمكانيات بسيطة لسهر ولو لوحده على إعادة ترميمها باعتبارها متنفسا ومقصدا للمبدعين وحاضنة لعروض ثقافيّة كبرى غابت بغياب الإرادة السياسية منذ الحادثة الأليمة التي وصفها بالإعصار القاتل.
عبدو مزوغي